|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-16-2009, 10:20 PM | #1 | ||||
|
₪◄همسات الوداع تقول :►₪
إخوتي في الله: أرأيتم لو أن ضيفًا عزيزًا ووافدًا حبيبًا حلَّ في ربوعكم، ونزل بين ظهرانيكم، وغمركم بفضله وإحسانه، وأفاض عليكم من بره وامتنانه، وأحبكم وأحببتموه، وألفكم وألفتموه، ثم حان وقت فراقه، وقربت لحظات وداعه، فبماذا عساكم مودعوه؟ وبأي شعور أنتم مفارقوه؟ كيف ولحظات الوداع تثير الشجون، وتُبكي المُقل والعيون، وتنكأ الالتياع، ولا سيما وداع المحب المُضنَّى لحبيبه المُعنَّى، وهل هناك فراق أشد وقعًا ووداعًا، وأكثر أسى والتياعاً من وداع الأمة الإسلامية هذه الأيام لضيفها العزيز ووافدها الحبيب، شهر البر والجود والإحسان، شهر القرآن والغفران والعتق من النيران، شهر رمضان المبارك، فالله المستعان. معاشر الاخوة الكرام .. هاو هو شهركم ، قد قرب رحيله ، وأزف تحويله ، فمع نهاية هذا الأسبوع يودعنا هذا الضيفُ الكريم .. شهر كثيرٌ خيره ، عظيم بره، جزيلة ُ بركته . فنسأل الله الذي يسر صيامه وقيامه لنا ، أن يتقبله منا ، وأن يجعله شاهداً لنا لا علينا . نعم أيها الإخوة الكرام: لقد أوشك شهر رمضان على الرحيل ، نعم لقد شمر الشهر عن ساق، وأذن بوداع وانطلاق، ودنا منه الرحيل والفراق , فقد تصرمت أيامه ، وعما قليل سوف تنقض خيامه ، وأزف رحيله، ولم يبق إلا قليله. وقد كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأله الله قبوله. مضى هذا الشهر الكريم، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، والناس بين صائم قبل منه الصيام ، وآخر لم يقبل صيامه 0فكم من قائم رضي عنه مولاه ، وكم من قائم لم يقبل قيامه . وكم من أسير لذنوبه أعتق في تلك الليالي ، وكم من أسير للشهوات ، وقتيل للشبهات ، عولجت أورامه ، وانتهت آلامه ، فأقلع عن ذنوبه ، وتبصر في عيوبه ، فتضرع إلى مولاه ، فغفرت خطاياه ، ووفرت أقسامه . وفي الجانب الآخر أناس لم يرفعوا بذلك رأسا ، فدخول الشهر وخروجه عندهم سواء ، إنما عمروا لياليه بالسهر ، وأيامه بالنوم ، هذا حال بعض الصائمين ، فما ظنكم بمن لا يصوم ، ولا يقوم ، ولم يرفع للعزيز الكريم يدا تسأله ، أو يلهج له لسان برب يذكره ، فكان رمضان على أمثالهم حجة ، وخروجه دون مغفرة لذنوبهم حسرة لن يعرفوا قدرها إلا إذا بليت السرائر ، ونصبت الموازين ، وتطايرت الصحف ، يومئذ يخسر المبطلون ((هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))((اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً )) فشهر رمضان شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشُحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.ألا إن السعيد في هذا الشهر المبارك من وُفق لإتمام العمل وإخلاصه، ومحاسبة النفس والاستغفار والتوبة النصوح في ختامه، فإن الأعمال بالخواتيم. معاشر الإخوة المؤمنون .. ونحن نودع شهرنا الكريم ، هذه همسات الوداع تقول : أحسنوا وداع شهركم .. ضاعفوا الإجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر ... أكثروا من تلاوة القرآن ... أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من تفطير الصائمين ... ففي صحيح مسلم أن رسول الله كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها0 هذه بساتين الجنان قد تزينت .. هذه نفحات الرحمن قد تنزّلت .. فحري بالغافل أن يعاجل ، وجدير بالمقصر أن يشمر . وإن الجياد الأصيلة إذا قاربت الوصول جدت المسير . همسات الوداع تقول: اطلبوا الليلةَ العظيمة ، ليلةَ العتق والمباهاة ، ليلةَ القرب والمناجاة ... ليلةَ القدر ، ليلةَ نزول القرآن ، ليلةَ الرحمة والغفران ، ليلةٌ خير من ألف شهر ، ليلةٌ من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما في البخاري من حديث أبي هريرة ... فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية ، ويا أسفى على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة . همسات الوداع تقول ... لا تتركوني من دون القيام ... اتركوا لذيذ النوم ، وجحيم الكسل ، وانصبوا أقدامكم ، وارفعوا هممكم ، وادفِنوا فتوركم . وكونوا ممن قال الله فيهم: ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)). همسات الوداع تقول :ارفعوا عنكم التنازع والخصام فإنه سببٌ في منع الخير وخفائه ففي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى " أي تخاصم وتنازع " رجلان من المسلمين، فقال: (خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت ) رواه البخاري 0 همسات الوداع تقول: استغلوا ما بقي من شهركم ... فقد ذهب معظمه .. ولا يعلم أحدكم هل سيصوم هذا الشهر في أعوامه القادمة أم سيكون في حفرة مظلمة من فوقه تراب ومن تحته تراب وعن يمينه تراب وعن شماله تراب ، ليس له أنيس ولا جليس إلا عمله الصالح . همسات الوداع تقول : لا تفسدوا صفو الليالي ببعض المعكرات التي تفسد الجنان ... وتجلبُ الأحزان ... وتؤنبُ الضمائر ... وتقلقُ الخواطر ... فلقد اعتكف بعض الناس في هذه الليالي في الأسواق ومحلاتها ، وتهافتوا على المراكزِ التجارية ومسابقاتِها ، وتسمروا أمام القنوات وشاشاتها . فيا لله .. ماذا قدموا للآخرة؟ ماذا قدموا للقبور وظلماتها ، والقيامة وعرصاتها ، والنار ودركاتها ، والجنة ودرجاتها . همسات الوداع تقول: القبول القبول ، فقد كان السلف رحمهم الله يجتهدون في إتمام العمل وإكماله ، فإذا عملوا كانت قلوبهم وجلة خائفة من أن يرد عليهم عملهم ، كانوا ما قال الله (يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) ومن هم أهل القبول؟ إنهم الذين وصفهم الله (إنما يتقبل الله من المتقين) جعلنا الله وإياكم منهم . ويا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود منا فنعزيه فيا أيها المقبول هنيئاً لك بقبول الله وإحسانه ، ورحمته وغفرانه ، وثوابه ورضوانه .. ويا أيها المطرود بعصيانه ، وغفلته وخسرانه، لقد عظمت مصيبتك بغضب الله وهوانه . يا هذا .. متى يُغفَر لمن لا يُغفَر له في هذا الشهر؟ ومتى يقبل من رُد في ليلة القدر؟ متى يتوب من لم يتب في رمضان؟ ومتى يصلح من فيه من الجهل والغفلة مرضان؟ فتب إلى ربك ، واستدرك ما بقي من شهرك ، وابك على خطيئتك ، لعلك تلحق بركب المقبولين ثم اعلم رحمك الله ياعبد الله أنّ منزلةَ شهر رمضان مع بقيّة الشهور كمنزلةِ يوسفَ عليه السلام مع إخوانِه الأحدَ عشر، وأنّ يعقوبَ عليه السّلام لم يرتدَّ بصره بشيءٍ من ثيابهم، وارتدّ بقميصِ يوسفَ عليه السلام بصيرًا، فكذلك المذنِب إذا شمّ روائحَ رمضان وجلسَ فيه مع الذّاكرين وقرأ القرآنَ فإنّه يرتدّ إليه قلبه وتحيَى فيه نفسُه المطمئنّة، ويا لله ما أسعدَ من وفّقه الله لقيام ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر. عبادة تعادِل ثلاثةً وثمانين عامًا. ألا إنّ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم درجاتِ المنبر، فلمّا رقِي عتبةً قال: آمين، ثم رقِي عتبةً أخرى فقال: آمين، ثم رقِي عتبةً ثالثة فقال: آمين، ثم قال: ((أتاني جبريلُ فقال: يا محمّد، من أدركه رمضانُ فلم يُغفَر له فأبعدَه الله، قلتُ: آمين)) الحديث رواه ابن حبان وغيره. أيها الإخوة في الله: لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ) ، ويقول مالك بن دينار رحمه الله: "الخوف على العمل ألا يُتقبل أشد من العمل"، وقال فضالة بن عبيد رحمه الله: "لو أني أعلم أن الله تقبل مني حسنة واحدة لكان أحب إلي من الدنيا وما فيها". الله أكبر، هذه حال المشمرين، فرحماك ربنا رحماك، وعفوَك -يا الله- لحال المقصرين، ألا فسلام الله على شهر الصيام والقيام، سلام الله على شهر التراويح والتلاوة والذكر والتسبيح، لقد مر كلمحة برق أو غمضة عين، كان مضمارًا للمتنافسين، وميدانًا للمتسابقين، ألا وإنه راحل لا محالة فشيِّعوه، وتمتعوا فيما بقي من لحظاته ولا تضيِّعوه، فما من شهر رمضان في الشهور عوض، ولا كمفترضه في غيره مفترض، شهر عمارات القلوب، وكفارات الذنوب، وأماني كل خائف مرهوب، شهر العبرات السواكب، والزفرات الغوالب، والخطرات الثواقب، كم رُفِعت فيه من أكفٍّ ضارعة، وذرفت فيه من دموع ساخنة، ووجلت فيه من قلوب خاشعة، وتحركت فيه من مشاعر فياضة، وأحاسيس مرهفة، وعواطف جياشة. هذا، وكم وكم يفيض الله من جوده وكرمه على عباده، ويمنّ عليهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في آخره. أيها الإخوة الأفاضل: نقول لكم إلى اللقاء في عام قابل ، أو إلى غير لقاء فقد يحال بين بعضنا وبينه . فمن أراد النجاة من هذه النار ، والفوز بتلك الجنة فليغتنم ما بقي ، فلله في كل ليلة من هذا الشهر عتقاء من النار ، فزاحم لترقم اسمك في سجل العتقاء ، وابذل لتكون مع الفائزين ، فقد والله فتح مزاد الآخرة ويوشك أن يغلق ، فزايد فإنك إن تشتر مقعدا في الجنة بالدنيا وما فيها فأنت الرابح ، ومن لم ينل مقعده هناك فهو المغبون ، فإن كنت من العتقاء فأبشر ورب البيت بخيري الدنيا والآخرة ، وإن كانت الأخرى فاحث على رأسك التراب ، ونح على نفسك فوالله لن تبتلى بأغلى منها . (هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) أيها الإخــــــــــــوة الأفاضل هذه همسة الوداع الأخيرة تقول: جبر الله قلوبكم بفراق رمضان .. وتجاوز عن ما سلف وكان ، من الذنوب والعصيان . ترحلت يا شهر الصيام بصومنا # # # وقد كنت أنواراً بكل مكان لئن فنيت أيامك الزهر بغتة # # # فما الحزن من قلبي عليك بفان عليك سلام الله كن شاهداً لنا # # # بخير رعاك الله من رمضان إن القلب ليحزن ، والعين لتدمع ، ونحن نودع هذا الشهر الكريم ، الذي فيه المساجد تعمر ، والآيات تذكر ، والقلوب تجبر ، والذنوب تغفر .فيا شهرنا .. أتراك تعود بعدها إلينا؟ أو يدركنا الموت فلا تؤول إلينا؟ مساجدنا فيك معمورة ، ومصابحنا فيك مشهورة، فالآن تنطفيء المصابيح ، وتنقطع التراويح ، ونرجع إلى العادة ، ونفارق شهر العبادة . شهرَ رمضان ترفق ، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق ، عسى وقفةٌ للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعةُ توبة وإقلاع ترفو من الصيام ما تخرق ، عسى منقطعٌ عن ركب المقبولين يَلحق ، عسى أسيرُ الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق . عسى وعسى من قبل يوم التفرق# # # إلى كل مانرجو من الخيرنلتقي فيُجبَر مكسور ويُقبَل تائب# # # ويُعتَق خطاء ويُسعَد من شقي نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا ودعاءنا، وأن يمن علينا بالقبول والمغفرة والعتق من النار بمنّه وكرمه، وأن يجبر كسرنا على فراق شهرنا، ويعيده علينا أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، وعلى الأمة الإسلامية وهي ترفل في حلل العز والنصر والتمكين، وقد عاد لها مجدها وهيبتها بين العالمين، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول0 أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تقوم رمضان و أنت مسرور ؟! | شوووق | ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة | 4 | 09-12-2009 05:41 AM |
طفلة عمرها سنتين تقول لامها أبي أموت | ملكة الاعتزاز | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 4 | 02-28-2009 04:01 PM |
الفتاة العانس تقول : امري الى اللة | مغرور بس معذور | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 6 | 10-13-2008 09:46 PM |
همســــــات العشر تقول | شوووق | ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة | 8 | 09-28-2008 01:59 AM |
فتاة في عمر السنتين تقول لوالدتها ابي اموت | الفارس الملثم | أحآسيس جميلة وهمسـآت دآفئه | 8 | 09-05-2008 09:15 PM |