إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-25-2005, 12:50 AM   #1

ابراهيم الشدي
الألفية الأولى

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 676
التسِجيلٌ : Nov 2005
مشَارَڪاتْي : 1,068
 نُقآطِيْ » ابراهيم الشدي is on a distinguished road
افتراضي الكاتب ومسئوليته كمثقف

هنا مكانه أفضل للفائده العامه اهداء من أديب وكاتب وناقد عربي



الكاتب ومسئوليته كمثقف


الكتابة رسالة فكرية يؤديها المثقف كجزء من مهامه الأساسية المتعلقة بشؤون المجتمع. ومهمة الكاتب طرح الأسئلة وإعادة النظر في الموروثات الاجتماعية، وكشف عيوب السلطة والتحدث بصراحة عن سقطات القيادات السياسية، وحثهم على التحديث والعصرنة ومعالجة الأخطاء وتصحيح المواقف.

والكتابة ليست عملية تجميل للخطاب السياسي ولا تستهدف سدَّ الثغرات أو إعادة الصياغة بما يحقق توجهات السياسي، كما أنها ليست تلميعاً لوجه السياسي القبيح الساعي نحو مصالحه الخاصة. إنها صياغات جديدة للأسئلة المطروحة على الصعيد الاجتماعي، وتتطلب دائماً إجابات من السياسي تسهم في الحلول الممكنة.

ويرى ((أدونيس)) "أن تكتب هو أن تعيد النظر، هو أن تطرح الأسئلة التي تعود إلى الأسئلة".

إن الكُتَّاب الذين يعمدون لأسلوب التبرير والتبجح وتسويغ آراء أحزابهم السياسية بصيغ جديدة لإقناع أصحاب النيات الحسنة ليسوا إلا كتبة خطابات ومروجين لبضاعة فاسدة وفاقده لقيمتها الشرائية. ومهمتهم إعادة تغليفها وتزوير تاريخ صلاحيتها لطرحها في السوق ثانية ولو بسعر بخس، تحقيقاً لمبدأ (التضحية في الربح ضمان لرأس المال).

وهذا النوع من الكتبة يمكن شراؤه في كل الظروف، وجاهز لبيع خدماته لأي طرف يدفع أكثر. ويمكن أن يغير ولاءه تبعاً للظروف وتلبية لمصلحته الخاصة، حيث يعرض قلمه برسم الإيجار لأي طرف يرغب بخدمات الدعاية والتسويق لبضاعته الفكرية الراكدة في السوق السياسي!.

ويعتقد ((أدونيس)) "أن هؤلاء يملأون عملياً ساحة الكتابة، وهم الآن، شأنهم في السابق، يقفون إزاء الأحداث ويصفونها: إغناءً وندباً أو تبجحاً، وعويلاً أو خطابة. وهذا كله شكل من الهروب وليس من المجابهة، فهم لا يجابهون، بل يدارون ولا يحللون المشكلة بل يسوغونها. إن ما يقودهم هو إنسان الفتوى لا السؤال، إنسان القناعة لا التطلع، إنسان الثبات لا التغيير".

وهكذا...جُبلَ العديد من الكُتاب على المهادنة والخشية من السياسي وأصبحت كتاباته عبارة عن هذيان وإعادة صياغة لأحاديث المقاهي وجلسات السمر. إنهم لا يقرؤون ولا يتابعون المناقشات الفكرية الجارية على صعيد العالم. لذلك، فهم يعانون من ضيق الأفق، إنهم جزء من مشاريع بالية، وليسوا أصحاب مشاريع جديدة تؤمن بالحداثة والتطور. والمثقف الحقيقي، هو المؤمن بالحداثة والتطور ومن مهامه إعداد المشاريع الجديدة وليس اجترار المشاريع القديمة وإعادة مضغها لتكون صالحة للامتصاص!.

ويرى ((أدونيس)) "ثمة مثقفون يُؤْثرون أن يملكوا دكاناً على أن يملكوا مكتبة. ثمة مثقفون يدعمون الطاغية الذي يضطهد مثقفين آخرين. ثمة مثقفون يتكدسون هشيماً لا يصلح حتى للنار. ثمة مثقفون موتى، وهم يتحركون: ضيقون، منغلقون، المصلحة عندهم قبل الحقيقة والسلامة قبل الحرية".

هناك صراع حقيقي بين المثقف الرافض والمثقف الحزبي والسلطوي، فـ (المثقف الرافض) يجد من مهامه الدفاع عن الحقيقة وكشف المستور وتعرية السلوك الشائن، والـ (المثقف الحزبي والسلطوي) يجد من مهامه الدفاع عن سقطات حزبه، وتلميع وجه السلطة وكلاهما ـ المثقف الحزبي والسلطوي ـ يسعيان لتحقيق مصالحهما الذاتية وعلى حساب المهام الأساسية للمثقف. إن أمثال هؤلاء يختفون وراء الأقنعة المزدوجة، فالقناع الأول يسترون به زيفهم كـ (مثقفين) والقناع الثاني يتسترون به للدفاع عن السلطة المعيوبة وعن الممارسات غير المسؤولة لقيادات أحزابهم السياسية.

وقد يتبادل المثقف السلطوي والحزبي الموقع في الزمان والمكان المناسبين لخدمة مصالحهما الذاتية، ووتيرة العواء لديهما متشابهة عندما تمس مصالحهما الخاصة، أو عندما يتواجهان مع المثقف الرافض لتوجهاتهما الفكرية والأنانية. وهذا النمط من المثقفين يمثل الخط الدفاعي الأول للسياسيين ضد المثقفين الآخرين الرافضين لسياسة (التدجين). إنه عنصر الإعاقة للتغيير في الوسط الثقافي، ويتوجب مواجهته بكل السُبل والكشف عن أقنعته المتعددة!.

ويعتقد ((أدونيس)) أن " الكاتب هنا يكتب مأخوذاً، إما بسلطة الواقع، وإما بسلطة المثال: بالأولى لتوفر له الحماية والطمأنينة، وبالثانية ليعوض بالوهْم عن واقع يخذله أو يفلت منه. وهو لذلك لا يكتب، إنه منضد لا كاتب ينضد كلمات يقولها غيره ليشرح أفكاراً يمليها غيره، ويبشر باتجاه يعلنه غيره.. هكذا يعيش وراء قناعين: قناع يدجن به ذاته، وقناع ينفي به غيره. والقناع الثاني هو نوع من الدفاع عن النفس ضد الكُتاب الذين يرفضون التدجين، أي يرفضون الأقنعة".

يعاني الوسط الثقافي العربي من المثقفين ذوي الأقنعة المتعددة أكثر مما يعاني من السلطات القمعية ذاتها. لأنها تسخر تلك الأدوات القمعية من المثقفين ضد المثقفين الرافضين لسياسة التدجين وللتوجهات القمعية للسلطات الشمولية.

وتلك الفيروسات من المثقفين (السلطويين والحزبيين) المحقونة قسراً في الوسط الثقافي أساس البلاء والأمراض الذي يعاني منها المثقفون في الوطن العربي!.

إن الحرب الحقيقية يجب أن تشن على هؤلاء أولاً، وما لم يتم القضاء على تلك الفيروسات المحبطة في الوسط الثقافي، لا يمكن النهوض بمشروع ثقافي موحد يستعيد فيه المثقف سلطته (السلطة الرابعة) لتكون الرقيب على النهج السياسي.
ابراهيم الشدي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 10:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team