|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-24-2005, 06:52 AM | #1 | ||||
|
(من قضى ساعات من الغفلة والقيل والقال فليبادر بالتوبة)
أكد سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء
على أهمية الوقت والحرص على اغتنامه فيما ينفع ويفيد وقال سماحته: ينبغي للعاقل أن يشمر على ساعد الجد ويغنم الفرص وشعر بانفراط الليالي والأيام من بين يديه ففي كل صفحة من صفحات الزمن ربما أسدل الستار عن أمر غير محمود وإذا كان الواحد منا غفل أو مرت به ساعات ما بين غفلة أو خوض في كلام غير مفيد فليبادر المرء إلى التوبة وليغتنم الفرص. وقال سماحته في محاضرة له بالمسجد الحرام: جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم وينظر عن شماله - وفي رواية: فينظر إلى أسفل منه - فلا يرى إلا ما قدم وينظر من أمامه فلا يرىإلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة) الحديث. هذا الحديث المخرج في الصحيحين وغيرهما حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه فيه أن الله جل وعلا يقرب عباده من غير واسطة وإنما يقربهم ـ جل وعلا ـ لا ترجمان بينه وبين من يكلمه من عباده فإذا علم الإنسان أن ربه ـ جل وعلا ـ سيكلمه وأنه سائله فليتهيأ لذلك اللقاء وليستعد للجواب وذلك بعبادته ـ جل وعلا ـ وإخلاص العمل له سبحانه بأن لا يشرك معه غيره بأن لا يتجرأ على المحرمات ولا يتوانى عن فعل الواجبات لأنه لو فعل ماذا سيكون جوابه لأن الله جل وعلا منحه العمل ووهبه الصحة غانماً ورزقه وهو خالقه هداه النجدين بين له سبيل الخير وسبيل الضلال ويحاسبه حتى يوقفه على غدراته فإذا نظر هذا العبد عن يمينه لا يرى إلا ما قدم لا يرى إلا العمل الذي قدم ويلتفت عن يساره فلا يرى إلا ما قدم وينظر أمامه فلا يرى أمامه إلا النار، والنار نسأل الله السلامة منها إذا رأت أهلها من بعيد تكاد تميز من الغيظ. فلا يرى أمامه إلا النار. وقال سماحة الشيخ اللحيدان: يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم(فاتقوا النار) اتقوا النار بالأعمال الصالحة بكف أذاكم عن عباد الله بإحسان العمل الذي يبتغى به ثواب الله جل وعلا (فاتقوا النار) بتجنب المعاصي والسيئات والتقرب إلى الله ـ جل وعلا ـ بأنواع القرب والطاعات وابتغاء مرضاته وخوفاً من عذابه، والله ـ جل وعلا ـ أمر العباد أن يفروا من عذابه، والله ـ جل وعلا ـ أمر العباد أن يفروا إلى الله يفرون من عذابه إليه لأنه لا مجير إلا الله ـ جل وعلا ـ ويتهيأ العبد للوقوف بين يدي ربه جل وعلا يوم القيامة وكلمه بدون واسطة ويسأله قال تعالى ( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ). وأضاف سماحته قائلاً إن الله سائل العباد، والموقف موقف هائل جهنم تزفر أمامه لا مسافة يقطعها إلى أمن وأمان وإنما هو تقدير عمل من الله ـ جل وعلا ـ أن يرضاه وإذا الله ـ جل وعلا ـ رضي عمل العبد، العبدُ أفلحَ ونجح فاتقوا النار والله جل وعلا يقول في آيات كثيرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً ) الآية ويبشر أهل التقوى بأن يجعل لهم فرقاناً ويمنحهم من السعادة والرضى والسرور ما لا يعلمه إلا الله، والعاقل إذا تصور ذلك الموقف بين يدي الله ينظر على يمينه فلا يرى إلا العمل فإن كان العمل صالحاً موافقاً سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم يبتغي فلا يرى إلا العمل فإن كان العمل صالحاً موافقاً سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم يبتغي به العبد وجه الله جل وعلا والدار الآخرة فهذا مع الناجين وينظر عن شماله فلا يرى إلا العمل فإن كان العمل صالحاً موافقاً سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم يبتغي به العبد وجه الله جل وعلا والدار الآخرة فهذا مع الناجين وينظر عن شماله فلا يرى إلا العمل والأمام النار فاتقوا النار. وأضاف: إذا لم تجدوا صدقات وأعمال في مشاريع ينفع الله بها الإسلام والمسلمين ولم يجد أحدكم إلا أن يتصدق بشق تمرة على محتاج لها فابذلها فقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً) فما يبذله المرء يبتغي به وجه الله جل وعلا من كسب حلال له أقرب للوقاية من النار ولو قال إذا قدمه الإنسان من نفس سخية شيء لم تكن نفسه كنفس ذلك الذي بذل الشيء اليسير (فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإذا لم تجد فبكلمة طيبة) والكلمات الطيبة لا تهز أكثر الناس إن أمر فبنفس وشفقة وعطف وإنها لكذلك وإن بذل نصيحة إشفاق ولطف الذين ينصحون على بصيرة من الأمر على حكمة ومعرفة وأدب فيما يفعلون بكلمة طيبة بل بإشراقة وجه كما قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) وأضاف قائلاً: ثم إن الكلمة الطيبة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في صدقة من الصدقات إذا تكلم الإنسان بكلمة طيبة يبتغي بها وجه الله جل وعلا فهي قائمة مقام صدقة يبذلها للناس وإذا كان الناس في مواسم مرابحة ومتاجرة وتجمعات معينة فمما ينبغي للعاقل أن يشمر عن ساعد الجد وأن يغتنم الفرص وأن يشعر بانفراط الأيام والليالي من بين يديه ففي كل ساعة يطوي صفحة من صفحات الزمن وربما أسدل الستار على أمر غير محمود فليتهيأ فإن الله جل وعلا يقبلُ توبة المذنب بل يبدل سيئات النادمين التائبين حسنات لا شيء أكرم من كرم الكريم جل وعلا. وقال سماحته إذا كان الواحد منا غفل أو مرت به ساعات ما بين غفلة أو في غيبة ونحوها أو في خوض في كلام لا يعود عليه بفائدة، فليبادر المرء إلى التوبة وليغتنم هذه الفرص السحر في الليالي ومزاحمة المصلين في الصفوف والاستماع إلى كلام الله عز وجل واستماع أنات الخائفين من ذنوبهم فشاركهم في ذلك فإن لكل واحد منا ذنوب وغدرات فينبغي أن يكون كل واحد منا راجياً عفو مولاه راجياً أن يعينه على اتقاء النار وأن يتخذ وقاية يقيه الله بها يوم أن يكلمه الله ليس بينه وبين خالقه ترجمان. وأضاف سماحته قائلاً هذا الحديث الكريم فيه بيان جلي أن الله يكلم العباد ولا ينكر تكليم الله لعباده إلا شقي والكلام من صفات الله جل وعلا ثبت بالفعل أنه يتكلم فيستحضر العبد إذا وقف بين يدي الله جل وعلا وكلمه وسأله عن حياته وشبابه وماله وعلمه كيف عمل بهذه الأمور، يسأل وهو أعلم جل وعلا يعلم ما نسيه العبد قال تعالى : (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوه) وقال (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) فاستعد لذلك الموقف أيها العبد وتهيأ وسل ربك الثبات اسأله أن يثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة والتثبيت في الحياة الدنيا بالقول الثابت على التوحيد وإخلاص العبادة للخالق العليم وإحلال ما أحله الله ورسوله وتحريم ما حرم الله ورسوله والتثبيت يوم الامتحان والاختبار في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية بأن يثبت الله عبده بالقول الثابت قول الحق وهذا إنما يكون لأهل الإيمان الذين يموتون وهم لا يشركون بالله شيئاً وهم يتقربون إلى ربهم سبحانه بفرائض الدين ونوافل العبادات. |
||||
|
|