الطيران

[hالقاضيS]

الطيران

طائرة شراعية لهينسون

يرجع مفهوم الطيران إلى العصور القديمة حيث كانت مجتمعات الشرق الأدنى القديمة مولعة بأساطير عن طيران البشر. ومن بين أشهر هذه الحكايات الأسطورية القديمة قصص ديداليس وإيكاريس، وأثناء العصور الوسطى، حاول العديد من الأشخاص الطيران ولكنهم أخفقوا في ذلك، وكان أشهر هؤلاء الرواد راهب ماليمسبيري الذي عاش عام 1000 ميلادية، وكان يسمى إيلمر. وقد نجح في الطيران لفترة قصيرة من فوق كنيسة ماليمسبيري في ويلتشاير.
محاولات الإنسان للطيران
وعبر التاريخ كانت هناك محاولات أخرى عديدة للطيران قام بها أفراد، إلا أن أشهر محاولة قام بها عالم كانت تلك التي قام بها العباس بن فرناس . فكان بعد أن اتفق ما لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير لمتانته وقوته، وصنع له جناحين من الحرير أيضا يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء. وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه، وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين، فإنهما سيحملانه ليطير في الجو، أعلن للملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة ، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا الطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة. وصعد ابن فرناس بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون بدهشة وإعجاب. وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذى في ظهره. فقد فاته أن الطائر إنما يقع على ومكه ، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم في أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.
وخلال العصور التي تلت لم تتوقف محاولات الإنسان للطيران فقد تخيل العديد من هؤلاء الأشخاص ماكينات طائرة معقدة ذات أجنحة. وقد أظهر عمل جيوفاني بوريلي المسمى عن حركة الحيوانات المنشور عام 1096هـ / 1685 م أن التركيب العضلي للإنسان غير كاف لكي يتمكن من الطيران باستخدام جناحين. وخلال القرنين التاليين، كان الجهد الرئيسي المبذول في علم الطيران موجها نحو تحسين وتطوير المعرفة الدينا ميكية الهوائية والتوصل إلى أشكال خفيفة الوزن يمكنها الطيران وتطوير محركات قادرة على دفع طائرة.
وقد ظهرت الطائرة ذات الجناح الواحد لأول مرة في العقد الأول من القرن العشرين، إلا أنه كان يفضل استخدام جناحين في الطائرة ثم تبع ذلك تفضيل استخدام ثلاثة أو أربعة أجنحة للطائرات ذات المحركات. وتتميز الطائرات ذات الأجنحة المتعددة بقدرتها على الارتفاع العالي ولكن الطائرة ذات الجناح الواحد كانت تتعرض لسحب أقل. وقد سادت الطائرات المتعددة الأجنحة وأصبحت الاختيار المفضل في الثلاثينات من هذا القرن.
وفي منتصف القرن العشرين كانت هناك محاولات كثيرة للطيران بالدفع الآدمي ومن بينها تلك المحاولات التي بذلت للحصول على جائزة كريمر وهي عبارة عن خمسين ألف جنيه، وقد أنشأ هذه المسابقة المصنع البريطاني هنري كريمر عام 1378هـ / 1959 م. وقد جذبت هذه المسابقة العديد من المشروعات المخططة تخطيطا جيدا والمصممة لطاقم مكون من رجل واحد أو رجلين لدفع طائرة فوق المجال المحدد الذي يبلغ طوله ميلا واحدا والذي يأخذ هيئة الرقم (8).
وفي عام 1397هـ / 1977 م حصلت الطائرة جوسامير كوندور على جائزة كريمر، بعد أن تمكن قائدها برايان ألين من قيادة الطائرة فوق المسار المحدد لها، قام بعمل دورتين، مع المرور فوق حاجز يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار في زمن قدره (6.5) دقيقة. وهذه الطائرة كانت تتكون من الكرتون وأسلاك البيانو وأنابيب ألومنيوم وبلاستيك مايلر. وتبلغ المسافة بين جناحيها (29) مترا. وقد صمم هذه الطائرة فريق تحت توجيه وإشراف بول بي ماكريدي، وقد قدمت الطائرة فيما بعد إلى مؤسسة سميث سونيان في واشنطن لإدراجها في المتحف القومي للجو والفضاء.
وفي يونيو 1399هـ / 1979 م تمكن برايان ألين من قيادة الطائرة جوسامير ألبيتروس والتي يبلغ وزنها (27) كيلو جرام وتبلغ المسافة بين جناحيها (29.3) مترا. وحلق بها فوق القناة الإنجليزية. وفي 22 يناير 1987م / 1407 هـ استطاع جلين تريمل -وهو طالب يبلغ من العمر 26 عاما ويدرس الطب- أن يقطع مسافة قياسية جديدة في الطيران من خلال الدفع الآدمي حيث قاد طائرته (إيجل) ويبلغ وزنها (40) كيلو جرام، لمسافة (60) كم في قاعدة إدوارد للقوات الجوية في كاليفورنيا.
ولكن في 23 إبريل عام 1988م / 1408 هـ أحرز تفوق على العمل الذي قام به تريمل، إذ تمكن بطل سباق الدراجات كانيلوس كانيلويولوس من قيادة طائرته ديدالوس لمسافة (118) كم من جزيرة كريت وهبط بها في جزيرة سانتوريني في بحر إيجة. وفي عام 1409هـ / 1989 م قامت أول طائرة هليكوبتر يدفعها الإنسان بالطيران لفترة قصيرة.

اخوكم _
القاضيsh

[hالقاضيS]

حنا فعلن نعاني من الردود