إذا فيه مشاكل في دخول الملتقى راسلوا الإدارة من خلال قسم مجلس الزوار

العودة   ملتقى مدينة العيون > قسم الملتقيات العامة > الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام
التسجيل التعليمات التقويم مشاركات اليوم البحث

الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل

للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-23-2005, 01:22 AM   #1

صالح الكليب
عـيـونـي

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 674
التسِجيلٌ : Nov 2005
مشَارَڪاتْي : 23
 نُقآطِيْ » صالح الكليب is on a distinguished road
افتراضي النصائح القيمة للإمام بن باز رحمه الله لطالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض النصائح القيمة للإمام بن باز رحمه الله لطالب العلم ، إستخرجتها من برنامج - موسوعة فتاوى اللجنة والإمامين - وأسأل الله أن ينفع بها طالب العلم .

1 - والجدير بطالب العلم ، أينما كان أن يقبل على كتاب الله ، وأن يجعل تدبره وتعقله ، من أكبر همه ، ومن أعظم شواغله ، وأن تكون له العناية الكاملة بقراءته ، وتدبر ما فيه من المعاني العظيمة ، والبراهين الساطعة ، على صحة ما جاء به الرسل ، وعلى صدق ما دل عليه الكتاب ، وعلى بطلان ما يقول به أهل السوء ، أينما كانوا ، وكيفما كانوا .
ومن تدبر القرآن طالبا للهدى أعزه الله ، وبصره وبلغه مناه ، كما قال سبحانه وتعالى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وقال عز وجل : قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ
وهكذا السنة المطهرة إذا تأملها المؤمن ، وتأمل موقفه صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وخصومه في مكة والمدينة عرف الحق ، وأن أهل الحق منصورون وممتحنون ، ومن فاته النصر في الدنيا فلن يفوته الجزاء والعوض في الآخرة ، كما قال عز وجل : إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ .


2- ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه، وأن يستقر خوف الله في قلبه، فوق جميع الأشياء، وأن يعظم أمره ونهيه، وألا يبالي بما يرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله، وتصديقا لما وعد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل كما في قوله جل وعلا: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ الآية،
فطالب العلم العالم والموجه، والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عباد القبور، ولا بإرجاف الخرافيين، ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف، بل يصمد في الميدان، ويصبر ويعلق قلبه بالله، ويخافه سبحانه، ويرجو منه النصر جل وعلا، فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ويقول سبحانه: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.


3- ومن أهم الأسباب لإدراك المطلوب والفوز بالمرغوب فيه من العلم الشرعي: الإخلاص لله في ذلك، والحذر من طلبه لغرض آخر كالرياء أو نحوه من أغراض الدنيا، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " . أخرجه أبو داود بإسناد حسن وأخرج الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار " فالواجب على طالب العلم وعلى كل مسلم أن يخلص عمله لله وحده عملا بقول الله عز وجل: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا وقوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي غيري تركته وشركه " رواه مسلم في صحيحه.


4- لأن الداعي إلى الله قدوة وطالب العلم قدوة فعليه أن يحاسب نفسه في كل شيء ويجاهدها في عمل كل خير وترك كل شر حتى يكون ذلك أجدى لدعوته وأنفع لنصحه وأكمل في تلقي الناس لنصيحته والانتفاع بدعوته وإرشاده وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر .


5- فعلى طالب العلم وعلى الداعية، أن يتبصر فيما يدعو إليه، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك، سواء كان ذلك فعلا أو تركا، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة. .
6- وعلى طالب العلم أن يحذر غاية الحذر من التساهل فيما أوجب الله ، أو الوقوع فيما حرم الله ، فإنه يتأسى به في ذلك ، فإذا تساهل تساهل غيره ، وهكذا في السنة والمكروهات ، ينبغي له أن يحرص على تحري السنن ، وإن كانت غير واجبة ليعتادها وليتأسى الناس به فيها ، وأن يبتعد عن المكروهات والمشتبهات حتى لا يتأسى به الناس فيها .


فطالب العلم له شأن عظيم ، وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود ، فعليهم من الواجبات والرعاية ما ليس على غيرهم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".


7- وحقيق بطالب العلم أن يبادر ويسارع إلى هذا المقام العظيم ، مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وهو الدعوة إلى الله والإرشاد إلى دينه الحق ، وهذه الطائفة رأسها وأئمتها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وهم أحسن الناس قولا ، وهم أئمة الهدى والدعوة ، وهم أولى الناس بالدخول في هذه الآية الكريمة ، لأنهم القدوة والأساس في الدعوة إلى الله عز وجل عليهم الصلاة والسلام . وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ هذه الآية العظيمة تبين لنا أن الداعي إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون ذا عمل صالح يدعو إلى الله بلسانه .
ويدعو إلى الله بأفعاله أيضا ، ولهذا قال بعده وَعَمِلَ صَالِحًا فالداعي إلى الله عز وجل يكون داعية باللسان ، وداعية بالعمل ، ولا أحسن قولا من هذا الصنف من الناس ، هم الدعاة إلى الله بأقوالهم الطيبة . وهم يوجهون الناس بالأقوال والأعمال . فصاروا قدوة صالحة في أقوالهم وأعمالهم وسيرتهم .


8- فلا ينبغي لطالب العلم أن يسير في ركاب الشيطان ، يقول جل وعلا : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ انظر يا أخي ما ذكره الله عن هذا العدو المبين وأنه يأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم لما يعلم من عظيم الخطر والفساد في القول عليه سبحانه بغير علم؛ لأن القائل على الله بغير علم يحل الحرام ويحرم الحلال وينهى عن الحق ويأمر بالباطل لجهله.


9- فعلينا أن نعني بكتاب الله ، تلاوة وحفظا ، وتدبرا وتفقها ، وعملا وسؤالا عما أشكل ، وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، هي الوحي الثاني ، وهي الأصل الثاني ، وهي المفسرة لكتاب الله ، والدالة عليه ، فعلى طالب العلم ، وعلى كل مسلم أن يعني بذلك حسب طاقته ، وحسب علمه بالحفظ والمراجعة ، كحفظ الأربعين النووية وتكملتها لابن رجب خمسين حديثا ، وهي من أجمع الأحاديث وأنفعها ، وهي من جوامع الكلم ، فينبغي حفظها للرجل والمرأة ، ومثل ذلك عمدة الحديث للحافظ عبد الغني المقدسي ، كتاب عظيم جمع أربعمائة حديث وزيادة يسيرة من أصح الأحاديث في أبواب العلم . . فإذا تيسر حفظها فذلك من نعم الله العظيمة .
وهكذا بلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، كتاب عظيم مختصر ، ومفيد محرر ، فإذا تيسر لطالب العلم حفظه فذلك خير عظيم .
ومما يتعلق بكتب العقيدة : كتابان جليلان للشيخ الإمام محمد عبد الوهاب رحمه الله هما : كتاب التوحيد ، وكتاب كشف الشبهات .
ومن كتب العقيدة المهمة كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فهو كتاب جليل مختصر عظيم الفائدة في مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة ، وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كتاب عظيم ، جمع فيه جملة من الأحاديث المتعلقة بالإيمان ، فينبغي لطالب العلم وطالبة العلم أن يحفظا ما تيسر من هذه الكتب المفيدة وأشباهها ، مع العناية بالقرآن الكريم والإكثار من تلاوته وحفظه ، أو ما تيسر منه كما تقدم ، ومع العناية بالمذاكرة مع الزملاء وسؤال المدرسين والعلماء الذين يعتقد فيهم الخير والعلم عما أشكل عليه ، ويسأل ربه التوفيق والإعانة ، ولا يضعف ولا يكسل ويحفظ وقته ويجعله أجزاء : جزء من يومه وليلته لتلاوة القرآن الكريم وتدبره ، وجزء لطلب العلم والتفقه في الدين وحفظ المتون ومراجعة ما أشكل عليه ، وجزء لحاجته مع أهله ، وجزء لصلاته وعبادته ، وأنواع الذكر والدعاء .
ومما يفيد طالب العلم وطالبة العلم فائدة عظيمة الاستماع لبرنامج نور على الدرب ، فهو برنامج مفيد لطالب العلم وعامة المسلمين وغيرهم؛ لأن فيه أسئلة وأجوبة مهمة لجماعة من المشايخ المعروفين بالخير والعلم ، فينبغي العناية بهذا البرنامج ، واستماع ما فيه من فائدة ، وهو يذاع مرتين في كل ليلة ، بين المغرب والعشاء من نداء الإسلام ، والساعة التاسعة والنصف من إذاعة القرآن الكريم .


10- فطالب العلم عليه مسئولية كبيرة ومفترضة ، وهي أن يعنى بالدليل ، وأن يجتهد في معرفة براهين المسائل ، وبراهين الأحكام من الكتاب العزيز والسنة المطهرة ، ومن القواعد المعتبرة.. وأن يكون على بينة كبيرة ، وعلى صلة وثيقة بكلام العلماء ، فإن معرفته بكلام أهل العلم تعينه على فهم الأدلة ، وتعينه على استخراج الأحكام ، وتعينه على التمييز بين الراجح والمرجوح.


11- فالواجب على طالب العلم أن يكون له موقف مع ربه ، موقف يرضاه مولاه ، موقف يشتمل على الإخلاص لله ، والصدق في طلب رضاه ، والحرص الذي لا حدود له ، في معرفة الأدلة الشرعية ، والتفتيش عنها حتى يقف على الدليل ، وبذلك تنفسح أمامه الدنيا ، ويفتي على بصيرة ، ويدعو إلى الله على بصيرة ، ويعلّم الناس على بصيرة ، ويأمر بالمعروف على بصيرة ، وينهى عن المنكر على بصيرة ، كما قال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وقد فسّرت البصيرة بالعلم.


12- وهناك مسألة مهمة ، وهي المسئولية الملقاة على طالب العلم من جهة البلاغ والتعليم للناس ، فإن العلماء هم خلفاء الرسل ، وهم ورثتهم ، ولا يخفى مرتبة الرسل ، وأنهم هم القادة. وهم الهداة للأمة ، وهم أسباب سعادتها ونجاتها ، فالعلماء حلوا محلهم ، ونزلوا منزلتهم في البلاغ والتعليم؛ لأنهم ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام ، فلم يبق إلا البيان والتبليغ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، والدعوة إليها وبيانها ونشرها بين الناس ، وليس لذلك أهل إلا أهل العلم ، هم الذين أهّلهم الله لهذا الأمر دعاة وقادة بأقوالهم وأفعالهم وسيرتهم الظاهرة والباطنة.


13 - طالب العلم بعد ذلك حريص جدا أن لا يكتم شيئا مما علم ، حريص على بيان الحق والرد على الخصوم لدين الإسلام ، لا يتساهل ولا ينزوي ، فهو بارز في الميدان دائما حسب طاقته ، فإن ظهر خصوم للإسلام يشبهون ويطعنون - برز للرد عليهم كتابة ومشافهة وغير ذلك لا يتساهل ولا يقول هذه لها غيري ، بل يقول : أنا لها.. أنا لها.. ولو كان هناك أئمة آخرون يخشى أن تفوت المسألة ، فهو بارز دائما لا ينزوي ، بل يبرز في الوقت المناسب لنصر الحق ، والرد على خصوم الإسلام بالكتابة وغيرها.. من طريق الإذاعة ، أو من طريق الصحافة ، أو من طريق التلفاز ، أو من أي طريق يمكنه ، وهو أيضا لا يكتم ما عنده من العلم ، بل يكتب ويخطب ، ويتكلم ويرد على أهل البدع ، وعلى غيرهم من خصوم الإسلام بما أعطاه الله من قوة ، حسب علمه وما يسَّر الله له من أنواع الاستطاعة.. قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
فينبغي أن نقف عند هاتين الآيتين وقفة عظيمة : فربنا حذّر من كتمان العلم وتوعد على ذلك ، ولعن من فعل ذلك ، ثم بين الله أن لا سلامة من هذا الوعيد ، وهذا اللعن إلا بالتوبة والإصلاح والبيان. التوبة مما مضى من التقصير والذنوب. وإصلاح للأوضاع التي يستطيع إصلاحها من نفسه وبنفسه ، وبيان لما لديه من العلم الذي قد يقال إنه كتمه ، أو فعلا قد كتمه لحظ عاجل ، أو تأويل باطل ، ثم من الله عليه بالهدى فلا توبة إلا بهذا البيان ، ولا نجاة إلا بهذه التوبة وهي تشتمل : على الندم على ما مضى من التقصير واقتراف الذنب وإقلاع وترك لهذا الذنب خائفا من ربه عز وجل ، حذرا من عقابه.


14- فلا يليق بطالب العلم أن ينزوي ويقول : حسبي نفسي ، لا ، فإن عليه واجبات.. حسبه نفسه من جهة عمله أن يعمل.. وعليه واجبات من جهة البلاغ والبيان والدعوة فربنا يقول سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ويقول سبحانه : وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ فالله سبحانه يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة ، وأمره له أمر لنا جميعا ، ليس المقصود له وحده عليه الصلاة والسلام.. فإذا وجه له الأمر فليس له وحده بل هو له ولنا ولأهل العلم جميعا إلا ما خصه الدليل به.


15- فطالب العلم البصير بدينه الناصح لله ولعباده مرفوع الرأس ، ومحترم أينما كان في الطائرة وفي القطار وفي البر والبحر ، وفي أي مكان إذا أخلص لله ، وأظهر العلم والدعوة إلى الله ، وأحسن إلى الناس بالرفق والكلام الطيب فله البشرى والعاقبة الحميدة ، والثناء الحسن من المجتمع ، والأجر العظيم من الله عز وجل ، كما قال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وكما قال سبحانه : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ وقال جل وعلا يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة.


16- على طالب العلم أن يجتهد حسب طاقته : المبتدئ يجتهد في الاستمرار في طلب العلم ، ويحرص على أن يكون أهلا للترجيح في المسائل الخلافية ، وعلى طالب العلم المتأهل الذي رزقه الله العلم ، وتخرج من الدراسات العليا ، ونظر في الكتب ، وعرف أقوال الناس أن يجتهد في ترجيح الراجح ، وتزييف الزائف بالأدلة الشرعية والصبر والمطالعة.
فالعلم ليس بالسهل ، العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة ، ومراجعة الأحاديث التي تتعلق بموضوع البحث ، فقد تمكث أياما كثيرة ما وجدت الحديث الذي تريد أو ما قدرت على تكوين رأي فيه من جهة صحته أو ضعفه.
وهكذا مراجعة كلام أهل العلم. وترجيح الراجح يحتاج إلى صبر ونظر في الأدلة ، فالاجتهاد معناه بذل الجهد في تحصيل العلم والترقي فيه ، حتى تكون من أهله العارفين بالأحكام الشرعية ، ومواقف أهل العلم في المسائل الخلافية ، وأن تقف في ذلك موقف الناصح والمحب لهم ، المترضي عنهم الذي يعرف أقدارهم وما يبذلون من جهود في تحصيل العلم ونشره بين الناس ، والاستفادة من كلامهم وعلومهم ، وعدم سبهم وكراهتهم ، أو إظهار الانتقاد على سبيل التنقص لهم ، وعدم الفائدة منهم ، وما أشبه ذلك.


17- طالب العلم ، يعرف قدر من قبله ، وما ألفوا وما جمعوا ، ونصحهم لله ولعباده ، ويستفيد من كلامهم ، وليس معناه أن يقلدهم في الحق والباطل ، بل يعرف الحق بدليله.. قال مالك رحمه الله : (ما منا إلا راد ومردود عليه ، إلا صاحب هذا القبر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال الشافعي رحمه الله : (أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس).
وقال رحمه الله : (إذا قلت قولا يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي الحائط) ، وهكذا قال أحمد وأبو حنيفة : معنى ما قاله مالك والشافعي رحم الله الجميع.
وهكذا قال غيرهم من الأئمة كلهم نصحوا الناس ، وأوصوهم باتباع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ، وألا يقدم على قول الله ورسوله قول أحد من الناس ، بل يجب أن يقدم قول الله ، وقول رسوله وما أجمع عليه سلف الأمة على من خالف ذلك.
هذا هو موقف العلماء المعتبرين ، وهذا هو موقف طالب العلم منهم ، حتى ينشأ على أخلاقهم ، في تقديم قول الله ، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، وترجيح الراجح بالأدلة ، واحترام العلماء ، ومعرفة أقدارهم ، والترضي عنهم ، والترحم عليهم.


20- فالواجب على طالب العلم أن يعنى بأهله ووالديه وأولاده وإخوانه إلى غير ذلك يعلمهم ويرشدهم ويدعوهم إلى الله ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر كما قال عز وجل : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ثم قال سبحانه : وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ يعني من كان بهذه الصفة فهو المفلح على الحقيقة على الكمال ، وقد أمر الله بالدعوة في آيات ورغب فيها سبحانه كما في قوله عز وجل : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ الآية ، وقوله سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وأخبر سبحانه أن الدعوة إلى الله على بصيرة هي سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي سبيل أتباعه من أهل العلم كما قال الله عز وجل : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي


21- ونصيحتي لطالب العلم أن لا يتقاعس عن الدعوة ويقول هذا لغيري ، بل يدعو إلى الله على حسب طاقته وعلى حسب علمه ولا يدخل نفسه في ما لا يستطيع ، بل يدعو إلى الله حسب ما لديه من علم ، ويجتهد في أن يقول بالأدلة وألا يقول على الله بغير علم ولا يحقر نفسه ما دام عنده علم وفقه في الدين .


22- فالواجب على طالب العلم وعلى كل مسلم أشكل عليه أمر من أمور دينه أن يسأل عنه ذوي الاختصاص من أهل العلم وأن يتبصر وأن لا يقدم على أي عمل بجهل يقوده إلى الضلال .


23- وعلى طالب العلم أن يقبل العلم ويسعى إلى أن يتبصر ولا يعجل ، والواجب على الشباب وعلى غيرهم ممن ليس عندهم العلم الكافي ألا يعجلوا في الأمور وأن يتفقهوا في الدين ويستمعوا لتوجيه العلماء مما يقال ويكتب حتى يكونوا على بينة ، وعليهم أن يتدبروا ما يطلعون عليه أو يقال لهم أو يسمعونه في إذاعة أو غيرها ، ويعرضوه على الأدلة الشرعية ، وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم وممن يوثق فيهم ، حتى يكونوا على بينة ، ويتحروا أهل العلم الذين يعرفون بنشر الحق والعناية به وإقامة الأدلة عليه ويستفيدوا من علمهم .


24- وينبغي لطالب العلم الاتصال بالعلماء المعروفين بحسن العقيدة والسيرة ، يسألهم عما أشكل عليه؛ لأنه إذا كان لا يسأل أهل العلم قد يغلط كثيرا وتلتبس عليه الأمور .
أما إذا حضر الحلقات العلمية وسمع الوعظ من أهل العلم فإنه بذلك يحصل له خير كثير وفوائد جمة ، وإن لم يكن له شيخ معين ، ولا شك أن الذي يحضر حلقات العلم ويسمع خطب الجمعة وخطب الأعياد والمحاضرات التي تعرض في المساجد - شيوخه كثيرون ، وإن لم ينتسب إلى واحد معين يقلده ويتبع رأيه

صالح الكليب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-23-2005, 04:08 PM   #2

صمت الجروح
مشرف سابق

رقَمْ آلع’َـضويـہ: 323
التسِجيلٌ : Apr 2005
مشَارَڪاتْي : 1,260
 نُقآطِيْ » صمت الجروح is on a distinguished road
افتراضي

نصائح يحتاجها طلاب العلم

وقد استفدت منها وان شاء الله انا نكون من عباد الله الصالحين

نفعنا الله بعلمك والله يجزاك خير ياشيخ والله يجعلها في موازين اعمالك
صمت الجروح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العــــــــــــيد مياس الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 4 10-09-2007 12:52 AM
العــــــــــــيد مياس الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 0 10-18-2006 04:57 PM
أذكــار المســلم في اليــوم و الليــلة الشـــاملة العــ روح ــيون الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 7 10-01-2006 05:42 AM
البرنامج اليومي للصائمين ، لربة المنزل ، للحائض في رمضان أبومرحب الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 1 09-17-2006 02:39 PM
امنيات الموتى..اتمنى ان يقرأها الجميع لما فيها من خير كثير @@وحيدالدرب@@ الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام 2 06-03-2006 04:24 AM

ملتقى مدينة العيون

الساعة الآن 09:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

new notificatio by 9adq_ala7sas
ملتقى مدينة العيون

Security team