|
الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام أبُحآر َقِلمَ عُبُر حرٍف ومقِآل |
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-28-2006, 02:59 PM | #1 | ||||
|
حساب الله شديد00فهل خلوت بنفسك فحاسبتها00ارجوكم ادخلوا
بسم الله الرحمن الرحيم
كم من السنين مرت هكذا وكم من السنين يمكن أن تمر وأعظم إنجازاتي يكمن في استهلاك الزمن والاقتراب أكثر وأكثر من مرحلة العد العكسي ؟ حتى ولو لم يكن قدري من الحياة حقاً أن أكون إنساناً عادياً كغيري من ملايين البشر وتمكنت من إهداء البشرية إنجازا علمياً أو اختراعاً هل كنت اكتفيت؟ أو حتى لو تمكنت من بلوغ منصب ما هو ارفعه؟ أو تحصيل ثروة ما هي أكبرها؟ هل كنت شعرت بنشوة الإنجاز؟ ولأول مرة وجدتني جاداً في بحثي عن تعريف لمفهومي للإنجاز. الإنجاز الذي يمكن معه الابتهاج بعام مضى وخوض عام جديد دون الانزلاق ولو للحظة واحدة في إحساس الخسارة والخيبة والخوف من الآتي. ولم اقدر أن ابحث عن مثل هذا الإنجاز خارج دائرة ذاتي. فما ابحث عنه لا بد أن يبدأ عندي و يسكنني. إنه الإنجاز الذي يجب أن يرافقني ولا يكتمل باكتمال دورة حياتي. إنجاز لا تسلبني إياه الأيام ولا اتركه ورائي. أود أن أنجز دوري في مخطط الله الأشمل لحياتي. بداية هل خلوت بنفسك يومًا فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال والسلوكيات؟ وهل حاولت يومًا أن تَعُدّ سيئاتك كما تعد حسناتك؟ وكيف ستعرض على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟ وكيف تصبر على هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار؟! يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم..." [الحشر: 18، 19]. وقال تعالى: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" [الزمر: 54]. ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية". أقوال في محاسبة النفس 1 - كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة. 2 - وقال الحسن رضي الله عنه: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته. 3 - وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك. 4 - وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب. 5 - وكان الحسن البصري يقول: المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. 6 - وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!! 7 - وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"، هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟! أقسام محاسبة النفس محاسبة النفس نوعان: * النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل، وهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبدًا وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر. * النوع الثاني: محاسبة النفس بعد العمل. وهو ثلاثة أنواع: أحدها: محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرًا من فعله. الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحًا، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به. الأسباب المعينة على محاسبة النفس هناك بعض الأسباب التي تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك، منها: 1 - معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غدًا، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدًا. 2 - معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل. 3 - النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث. 4 - صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم. 5 - النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح. 6 - زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدارك ما فاتهم. 7 - حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس. 8 - قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات. 9 - البُعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه. 10 - ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير. 11 - عدم حسن الظن الكامل بالنفس؛ لأن ذلك ينسي محاسبة النفس ويجعل الإنسان يرى عيوبه ومساوئه كمالاً. كيفية محاسبة النفس إن محاسبة النفس تكون كالتالي: أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصًا تداركه. ثانيًا: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية. ثالثًا: محاسبة النفس على حركات الجوارح مثل: كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته. رابعًا: محاسبة النفس على الغفلة وتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله. فوائد محاسبة النفس لمحاسبة النفس فوائد جمة منها: 1 - الإطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته. 2 - التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان. 3 - معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى. 4 - انكسار العبد وذلته بين يدي ربه تبارك وتعالى. 5 - معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يجعل عقوبتهم عاجلة مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات. 6 - الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد. 7 - رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس. قطار العمر قال أبو الدرداء: إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك. فيا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟! ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟ ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!! ويا أبناء الخمسين! تنصفتم المائة وما أنصفتم!! ويا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون، لقد أسرفتم!!! كم من السنين مرت هكذا وكم من السنين يمكن أن تمر وأعظم إنجازاتي يكمن في استهلاك الزمن والاقتراب أكثر وأكثر من مرحلة العد العكسي؟ حتى ولو لم يكن قدري من الحياة حقاً أن أكون إنساناً عادياً كغيري من ملايين البشر وتمكنت من إهداء البشرية إنجازا علمياً أو اختراعاً هل كنت اكتفيت؟ أو حتى لو تمكنت من بلوغ منصب ما هو ارفعه؟ أو تحصيل ثروة ما هي أكبرها؟ هل كنت شعرت بنشوة الإنجاز؟ ولأول مرة وجدتني جاداً في بحثي عن تعريف لمفهومي للإنجاز. الإنجاز الذي يمكن معه الابتهاج بعام مضى وخوض عام جديد دون الانزلاق ولو للحظة واحدة في إحساس الخسارة والخيبة والخوف من الآتي. ولم اقدر أن ابحث عن مثل هذا الإنجاز خارج دائرة ذاتي. فما ابحث عنه لا بد أن يبدأ عندي و يسكنني. انه الإنجاز الذي يجب أن يرافقني ولا يكتمل باكتمال دورة حياتي. إنجاز لا تسلبني إياه الأيام ولا اتركه ورائي. أود أن أنجز دوري في مخطط الله الأشمل لحياتي. |
||||
07-29-2006, 01:16 AM | #2 | ||||
|
ما اصعب علي حساب النفس عندما اذكر ما اقترفت... وما احلى واروع تلك الدموع عندما تذكر خطأها
وتنوح تائبةً لرب العبادِ... جزاك الله خير أخي وحيد الدرب على هذا الموضوع والله يجعله في موازين اعمالك . |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العــــــــــــيد | مياس | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 4 | 10-09-2007 12:52 AM |
العــــــــــــيد | مياس | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 0 | 10-18-2006 04:57 PM |
أذكــار المســلم في اليــوم و الليــلة الشـــاملة | العــ روح ــيون | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 7 | 10-01-2006 05:42 AM |
البرنامج اليومي للصائمين ، لربة المنزل ، للحائض في رمضان | أبومرحب | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 1 | 09-17-2006 02:39 PM |
امنيات الموتى..اتمنى ان يقرأها الجميع لما فيها من خير كثير | @@وحيدالدرب@@ | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 2 | 06-03-2006 04:24 AM |