|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
04-20-2009, 10:48 AM | #1 | ||||
|
..[ .: وللفقد معنى آخر يا ... " تأمُلات في رحلة الأموات " :. ]..
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، بالأمس أحسست بلحظة عجز ..!! أجل عجز معنويّ ،، نفسيّ .. فما بين غمضة عين وإلتفاتتها اجتاحتني الهموم وداهمتني الأحزان * حتّى خِلتُني فقدتُ عزيزاً ..؟؟! قرّرت البُعد عن كُلّ مايُشغِل حواسِّي .. فقدت شعرت بأنها في حاجة للتركيز أكثر مِنْ أيّ وقتٍ مضى .. أغلقت جهاز الحاسِبُ خاصّتي ،، ووالذي نفسي بيده إن قرار بُعدي عنكم وإن كان للحظات فهو أشبه بحكمي على قلبي بالإعدام وتعزيراً * أردتُ أن أنام ، ولا نوم ،، أشغلت نفسي بعض أمور المنزل أمسكت هاتفي النقّال شكوت إلى من يحتلُّ مكانة من قلبي ضيقةٌ تُرهِقُني وعبرة تخنقني ،، ولا راحـة ،، أغمضتُ جفناي علّ النّوم الذي أحسبني أحد أعدائه يجعلني صديقته الودودة هذه الليلة فحسب ..! لكن هيهات ..!! أغمضتُ عيناي بهدوء لأستعيد ذكرياتٍ مضت على أمل أن يغتال النوم صحوتي ،، شعرت بالراحة قليلاً ثم ارتحلت لما قبل عام وأربعة أشهر ،، لا أعلمُ لِم هذا التوقيت بالضبط لكِنها صورتُهُ تراءت أمامي ** أجل رأيتُهُ ورب السماء كما لو كان حاضراً أمامي ،، بوجهه الوضاء ولحيته الكثة البيضاء ،، فابتسمت وتذكّرت كلماته وهمساته ، تذكرت مداعبتهُ عندما كُنا نُمسِكُ بلحيتِهِ إعجاباً بها * وبكيت دونما شعور .. آآآهٍ مِنكِ يا دٌنيا ، سُرعان ما تصرّمت أيّامُكِ وهذا عامً وأربعة أشهر تنقضي على رحيل جدي * وبعدهُ بشهرٍ فقط لحِق به ولدُ الذي لم يُكمل عامهُ العشرون .. ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ). : " وللفقد معنى آخرُ يا أُمّ أحمد " للّهِ درُّكِ ما أعظم صبرُكِ ،، رحلا ،، وارتحلت بسمتُكِ وفرحة أيامك وما زلتي تُرددين : " الحمد لله " اللهم اجعل الجنّة مثواهما ،، وكان لي هُنا وقفة مُصارحة ومُحاسبة لنفسي ، لأُهذِّبُها وأسدِّدُها ما أستطعت .. تأملت حالهما .. ماذا لو كُنت مكانهُما ؟؟! يالهف نفسي ماذا أعددت ؟؟! ماذا قدّمت ؟؟! زجرتُني : ابحثي في أرشيف أيامُكِ علّكِ تستطيعين الإجابة عن السوال ؟؟! وهنا كانت لحظة العجز .. عاودت التأمّل في حالِهما ،، وتساءلت ،، كيفَ قُبِضت أرواحَهُما ؟؟! أنطقا الشهادة أم لم يُسعفهما ملك الموت ؟؟! هل يا تُرى علموا بقدومه ؟ هل أعدّوا العُدّة وتزوّدوا للرحيل ؟؟ آآآهٍ وألف آآآه .. كيف لي بحالِهما وقد فارقت الروح منهم الجسد * أجساد مُمدّة ، أبصار شاخِصة ولا حِراك ،، كانوا معنا ورحلوا .. فما ذا حملوا معهم ؟؟! والذي نفسي بيده لم يأخذوا شيئاً سوى أكفانٍ بيضاء .. يانفسُ ويحكِ .. هل من مُعتبِر ،، هل من مُتّعِظ ؟؟ يا نفسُ البدار البدار ،، فعمّا قليل ستغادرين الأهل والدار .. يانفسُ لا تغُرُّكِ الحياة وزينتُها فلتجتهدي لدار البقاء .. كانوا هُنا ،، فهذه مآثِرهُم لازالت تحكي ملامحهُم . أصبحوا شيئاً من الماضي .. تبادر حينها إلى ذهني سؤال قد لا أجدُ له إجابة ،، كيف حالُهم وقت طلوع الروح ؟؟ * هل شعروا بما حولهم من بكاءٍ وعويل ؟؟ هل شعروا بمن غسِّلهم ؟؟ هل شعروا يمن كفّنهم ؟؟ ومن على لأكتاف حملهُم .. هل شعروا بفرقة الأهل والأحباب ؟؟! والسؤال الذي خارت عندهُ قواي ،، كيف حالهم في قبورِهم ،، أهي روضة من رياض الجنّة أم حُفرة من حُفر النّار ؟؟!!! ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ). : " نفسي والقبر وحكايا وعظ لا تنتهي " ما أقسى وحشك ،، وما أبعد ساكنيك ،، نمرّ عليهم أحياناً كثيرة فنُسلِّم ، ونواصل مسيرنا ولا نقِف ،، فماذا نُريد بالقبور ؟؟! وارت أصحابُها ، وسترتهُم عن البرايا لكن ما هو حالهم بداخِلها ؟؟! عجبي !!لمن يحفِر حُفرةً لحبيبه، قريبه ، أو أحدهم فتكون لحدهُ ، مقرّ استجوابه ، وبداية تحديد مصيرة ثم يُهيل الترب ويُنهي الدفن ويخرُج وكأنّ شيئاً لم يكُن ؟؟!! قال مالك بن دينار رحمه الله : أتيت المقابر يوما لأنظر في الموت وأعتبر وأتفكر فيها وأنزجر فأنشدت أقول: أتيت المقابر ناديتها فأين المعظم والمفتخر وأين المدل بسلطانه وأين العزيز إذا ما قدر ؟؟؟ وأين الملبي إذا ما دعا وأين المزكي إذا حضر؟؟؟ فقال وإذا بصوت يجيبني : تفانوا جميعاً فلا مخبر وماتوا جميعاً وهذا الخبر تروح وتغدو بنات الثرى وتمحوا محاسن تلك الصدور لقد قلد القوم أعمالهم فأما نعيم وإما سقر وصاروا إلى ملك قادر عزيز مطاع إذا ما أمر فيا سائلي عن أناس مضوا أمالك فيمن مضى معتبر ؟؟! : " وللفقد معنى آخرُ يا صغيرتي " صورة طالما احتفظتُ بها ، فقد أخذت من النفس مأخذاً عظيما ،، آهٍ ياصغريتي ،، ياتُري من الذي في القبر ؟! أهو والِدُكِ ؟ أم والِدَتُكِ ؟؟ كلاهُما فقد ، وفقدَهُما غصّة * أيا نفسُ ويحَكِ ،، طفلة جعلت من القبر مُتنفّس حنين وأشواق لأنها تعلمُ أن أهل القبور كانوا في يومٍ من الأيام معنا وبيننا ثمّ رحلوا .. فقدكِ صغيرتي موجِع ، مؤلِم فانطوائكِ على نفسكِ ودموعكِ ماهي إلا يقين بعدم العودة ؟؟! أفلا نتعلّم من هذه الصغيرة معنى الفقد ؟؟! الفقد ، هو الرحيل الأبدي دونما عودة * فما هو بربِّكُم زادُنا ؟؟! السفر بعيـد ، بعيـد كثيراً .. إلهي لست للفردوس أهلا ولا أقوى على نار الجحيم فهب لي توبة واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيم : " وللفقد معنى آخر يا دموع الرِجال " لا زلتُ أذكر سؤال وجّهتَهُ لأبي مُهجتي وقُرّة عيني ، قبل خمسة أعوام .. أبي ما أصعب موقف مرّ عليك في حياتِك ؟ صمت قليلاً ولسان حالِه يقول لا جواب لديّ كررت السؤال وألحيت بطلب الإجابة وليتني لم أفعل * جاوبني وقد نزحت من عيناهُ الدموع !! أجل دموع يا للهول أبي يبكي ..؟! أبي ذلك الرجل القويّ الذي لم أره يوماً ما في لحظة ضعف ينهار أمامي ويبكي ؟؟! شاركتَهُ وكان بُكائي عليه فلم اعرف بعد لِمَ يبكي جاوبني وقال : أصعب لحظات عمري يوم رحيل أُمِّي .. ما أعظمُكَ أبي ،، جدتي التي رحلت ولم أرَ النور بعد هي سبب دموعك ؟؟! سبحان الله لم يكن الزمن كفيلاً بمحو ذلِك الفقد .. راجعت ذات الموقف البارِحة فعزيت دموع أبي إلى اللا عودة * إنّه الرحيل ،، رحيل الأموات ماذا أعددنا ؟؟ وما ذا فعلنا لمن فارقنا ؟؟ أدعونا لهُم ، تصدقنا عنهم ، جعلنا لهم وقف خيري ؟؟! : قال إبراهيم التيمي : شيئان قطعا عنّي لذة الدنيا : ذكر الموت ، والوقوف بين يدي الله .. : اسأل الله أن يُعيننا على بِرّ والدينا ،، وأن يرحم أمواتنا وأموات المُسلمين ,, وأن يرزقنا الخوف والخشية ومُحاسبة النّفس ،، والإخلاص في القول والعمل ،، آآآمين ،، آآمين ،، آآمين . |
||||
04-20-2009, 05:42 PM | #2 | |||||||||
|
ياالله ،، يالها من كلمات مؤثرة ،، تدعو النفس لمحاسبة ذاتها ،، والمبادرة بالتوبة الصادقة النصوح ،، لاأعرف ماأقول ياأختي الغالية إلا أن أدعو الله أن يجزل لك الأجر والمثوبة ، وأن يسكنك جنات النعيم .. بارك الله فيك وسدد للخير خطاك ،، تحياتي لك ,,,, |
|||||||||
04-21-2009, 04:16 PM | #4 | ||||
|
لا املك الا هذه الدمعه وهي تسقط من عيني وأنا أقرأ هذا الموضوع المؤثر جدا ....
جاني وانا في وسط ربعي وناسي *** جاني نشلني مثل ما ينشل النـــاس مني نشل روح تشيل المآســـــــي *** تشكي من ايام الشقى تشكي اليـاس اثر الالم في سكره المـــوت قاسي *** ماهالني مثله وانا انسان حـــساس جابوا كفن ابيض مقاسه مقاســــي*** ولفوا به الجسم المحنط مع الـراس وشالوني اربع بالنعش ومتواســي *** عليه ومغطى على جسمي البـــاس وصلوا علي وكلــــــهم في مــآسي *** ربعي ومعهم ناس من كل الاجناس ياكيف سوا عقبنا تاج راســــــــي *** وامي الحبيبه وش سوى بها الياس اسمع صدى صوت يهز الرواسي *** قولولها لاتلطـــم الخــد ياناس قولولها حق وتجرعت كاســـــــي*** لاتحترق كل يبي يجرع الكـــــاس اصبحت في قبري ولابه مواسي*** واسمع قريع نعولهم يوم تـــــنداس من يوم قــــــفوا حل موثق لباسي*** وعلى رد الروح صوت بالاجراس هـيكل غريب وقال ليه التــــــناسي*** صوته رهيب وخلفه اثنين حـــراس وقف وقال ان كنــت يانـمر نـاسي *** هاذي هي اعمالك تقدم بكـــــراس ومن هول ماشفته وقف شعر راسـي *** وانهارت اعصابي ولاارد الانـفاس أكثروا من ذكر هادم اللذات أختي ليدي....... أسال الله أن يجزيك كل خير يالغاليه .... |
||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رحلة بيل غيتس ... كيف بدأت >>>> | @@وحيدالدرب@@ | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 2 | 04-23-2007 12:21 AM |
افحـص إسـلامك مجّانا | عابر سبيل | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 8 | 02-15-2006 10:11 AM |