|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
12-03-2013, 12:55 AM | #1 | |||||||||
|
من بدع البشر بشهر صفر
بســــم الله الرحمـــن الرحيـــم
شهر صفر هو أحد شهور السنة الهجرية الإثنى عشر وهو الشهر الذي بعد المحرم ، قال بعضهم : سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها ( أي خلّوها من أهلها ) إذا سافروا فيه . وقيل : سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل ، فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع ( أي يسلبونه متاعه ) . لسان العرب لابن منظور . وكان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان : الأول : التلاعب فيه تقديما وتأخيرا . والثاني : التشاؤم منه . أما الأول : فمن المعلوم أن الله تعالى خلق السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعةً حرم ، حرَّم الله تعالى فيها القتال تعظيماً لشأنها ، وهذه الأشهر هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب . وذلك في قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } [ التوبة / 36 ] . وقد كان المشركون يعلمون ذلك ، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على أهوائهم ، فإذا احتاجوا للقتال في الشهر المحرم نقلوه لما بعده ، فربما جعلوا شهر " صفر " محرما بدلاً من " المحرَّم " !! وهو النسيء الذي ذكره الله عنهم بقوله ( إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لايهدي القوم الكافرين ) التوبة : 37 . وهو من جملة أعمالهم الفاسدة ، وبدعهم الباطلة ، وقلبهم للحق باطلا ، والباطل حقا ، وهو كما أخبر الله تعالى زيادة في كفرهم وضلالهم . وهو أيضا مما يؤدي إلى تبديل الحج ، قال مجاهد : { إنما النسيء زيادة في الكفر } قال : حجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم عامين ، ثم حجوا في صفر عامين ، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين ، حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة ، ثم حج النبي في ذي الحجة ، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته : " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض " ، رواه ابن عباس وغيره . " أحكام القرآن " ( 2 / 503 - 504 ) لابن العربي . وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرَّم صفراً ، ويقولون : إذا برأ الدَّبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر : حلَّت العمرة لمن اعتمر . رواه البخاري ( 1489 ) ومسلم ( 1240 ) . والثاني من منكراتهم : التشاؤم من شهر صفر ! فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض من ينتسب للإسلام . فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر ، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد " . رواه البخاري ( 5707 ) ومسلم ( 2220 ) . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : و " صفر " فُسِّر بتفاسير : الأول : أنه شهر صفر المعروف ، والعرب يتشاءمون به . الثاني : أنه داء في البطن يصيب البعير ، وينتقل من بعير إلى آخر ، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام . الثالث : صفر : شهر صفر ، والمراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا ، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر ، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً . وأرجحها : أن المراد : شهر صفر ، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية . والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر . وبعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس والعشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير ، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة ، فهو ليس شهر خير ولا شر ؛ ولهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال : " خيراً إن شاء الله " ، فلا يقال خير ولا شر ، بل هي تنعق كبقية الطيور . فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التوكل على الله وصدق العزيمة وألا يضعف الملم أمام هذه الأمور . وإذا ألقى المسلم بالَه لهذه الأمور فلا يخلو من حالين : الأولى : إما أن يستجيب لها بأن يقدم أو يحجم ، فيكون حينئذٍ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له . الثانية : أن لا يستجيب بأن يقدم ولا يبالي ، لكن يبقى في نفسه نوع من الهم أو الغم ، وهذا وإن كان أهون من الأول لكن يجب أن لا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقاً ، وأن يكون معتمداً على الله عز وجل . والنفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفياً للوجود ؛ لأنها موجودة ، ولكنه نفي للتأثير ، فالمؤثر هو الله ، فما كان سبباً معلوماً فهو سبب صحيح ، وما كان سبباً موهوماً فهو سبب باطل ، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببيته ... " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 113 ، 115 ) . والله الموفق لكل خير . وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء للخلاص من الطيرة والتشاؤم ، كما في الحديث عنه : " من ردته الطيرة ، فقد قارف الشرك " قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال :" يقول أحدكم : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك " . رواه ابن وهب في الجامع وأحمد ، وصححه الألباني ( الصحيحة 1065 ) . والله الموفق لكل خير ، والمنجي من كل شر . والحمد لله رب العالمين ،،، |
|||||||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حصري : بيانات شاملة عن المعلمين المعينين | عاشق الجنان | ملتقى مجتمع العيون | 5 | 10-03-2008 03:52 AM |
تغطية اولمبياد بكين 2008 م هنا | مدرجهم | الميدان المحلي والعالمي | 322 | 08-26-2008 10:58 AM |
الفرق بين امتحان الله سبحانه وامتحان البشر | مخاوي الشوق | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 8 | 06-12-2008 04:37 AM |
خطير جدا (لا يجوز نشر هذه المواضيع في عالم المنتديااات) ارجوا التثبيت | الرايق | ~ نـــفــحــــَآتٌ إِيــم ــَــآنــيــة | 84 | 03-18-2008 10:18 AM |
معجزة علمية للحبيب صلى الله عليه وسلم | حب العيون | الـمــلـــتـــقــى الـــعـــام | 3 | 08-10-2006 03:10 PM |