|
للإتصال بالإدارة عند حدوث أي مشكلة أو إبداء رأي
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#4 | ||||||||||||
![]()
|
![]() ![]() كثيرا ما نقبع مختفين من أنفسنا في دهاليز الضياع مذبذبين بين ظلام اليأس وظلم الإحباط العقيم، كثيرا من يقيدنا إحساس موجع بالتراجع إلى الوراء، إحساس بالتمزق بين ألاف الجزيئات من الأماني و علقم خيانة واقع مرير يقتل باكرا طموحنا الغض، و في ارتداد طرف يرن في أعمق نقطة في روحنا هاتف سماوي، يزورنا في أوقات لا نتوقعها، يداهمنا فيها، يلهم في لحظات تأملنا وأحلامنا، وينسينا قسوة الحاجة، يدغدغ العقل، فتقودنا اللهفة وراءه، وراء النور السماوي العادل الذي لا تثنيه الظلمات، ولا تعيقه الحواجز، فهو يرتفع عاليا فوق كل الحواجز، إنه نور الله يحرسنا جميعا بصدق و إخلاص، نور لا يخذلنا، و لا يخون أبدا مشاعرنا، هو النور الدائم الأزلي، يمسح صدأ القلوب، و كدر العيش، و ضياع الرغبات، نور يجلو غبار اليأس المستكين بين الضلوع ينخر الإحساس بالقناعة و الرضا، نور رباني ينصفنا حين تخذلنا خفافيش الظلام، فيا ربي هب لنا سبيلا نلتمس فيه نورك الذي لا يضيع معه شيء في السماوات و لا في الأرض. ![]() ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأحقاف 13 – 14 الجنة جزاء المحسنين، لكن الاكتفاء بالقول ( ربنا الله ) ليس وحده مفتاحا للجنة فلا تقال الكلمة لمجرد القول، إنما ترسخ في الذهن و يصدقها القلب و تتمثلها الروح بالعمل المستقيم، فالجنة شرطها العمل الصالح ( ثم استقاموا ) أي أن العقيدة ليست مجردة في الضمير، بل هي منهج كامل للحياة، تشمل أدق تفاصيلها و مختلف مناحيها. والاستقامة المقصودة في الآية يدعمها القول المحكم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، ( قال: قل آمنت بالله ثم استقم )، فالاستقامة دستور حياة المؤمن فهي تستند على بند أساسي هو الإيمان بالله ( قل آمنت بالله )، وهي فضيلة يسمو على نورها سلوك المؤمن، و تتبدل مطامحه ، و تتركز أهدافه فلا تزيغ أبدا، و هي شفاء القلب، ففي ظلالها يحيى ولادة روحانية مستكينة، ولادة تجعله طيعا خاضعا لأحكام الله، فترنو نفسه لطاعته، و تمج نواهيه، فتبتعد عن سبلها، و الذين اصطفاهم الله للمعرفة الربانية و الاستقامة الثابتة هم الصفوة من عباده ممن ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )، فكيف يخافون الخوف وفيم حزنهم و هم ( أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) ![]() عن الحسن بن علي قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة) رواه الترمذي. ( دع ما يريبك ) أي تنحى عن ما يبعث في نفسك الشك فتحتار في كونه حسناً أو قبيحاً، حلالاً أو حراماً (إلى ما لا يريبك) أي اعدل عنه إلى وجد في نفسك القبول الحسن، و يقصد ما لا شك فيه مما أيقنت من حسنه وحلاله (فإن الصدق طمأنينة) أي أن الصدق يطمئن إليه القلب وتسكن له الروح (وإن الكذب ريبة) أي يبعث على القلق، فيضطرب القلب، و يعلوه الكدر، إن المتأمل لهذا الحديث في أبعاده الروحية و الوجدانية، يهتدي تفكيره إلى المفاتيح الواضحة المعالم، و التي تسطر منهج التعامل مع ما يثير في النفس الريبة و الشك و التوجس، فالأمر هنا ( دع ) هو في الأصل بغرض التوجيه السليم للفطرة الإنسانية. ففطرة المؤمن السليمة تجنح إلى الصدق و تنفر من الكذب، فارتياب السريرة النقية من الشيء مؤشر على مطية للباطل، فتحذره النفس و تعافه، و طمأنينتها للشيء دليل على حقيقته الصرفة فتتمسك به، والصدق والكذب مستهلكان في الأقوال والأفعال، و حسن الاعتقاد و سلامته مخصوص به ذوو النفوس الطاهرة المتعالية دنس الرذائل و وسخ الشبهات. فالصدق إذا يملئ من المؤمن قلبه فيمتزج نور الصدق بنور الإيمان فتطمئن النفس، و يخبو قنديل الكذب فالكذب ظلمة والظلمة تذوب بقوة النور. ![]() الخنساء بنت عمرو ( أم الشهداء ) أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء، من أشهر شاعرات العرب، وقد أجمع علماء الشعر على أنه لم تكن هناك امرأة أشعر منها، وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر، فقد اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها. وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة ( اذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين. ولولا أن هذا الأعمى -يقصد الأعشى - أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء هذا الموسم). قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد، وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: ( هيه يا خناس ويومئ بيده ) . وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى القادسية، كل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية الجهاد كانت الخنساء مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمة من آلاف الخيام، جمعت الخنساء بنيها الأربعة لتلقي إليهم بوصيتها فقالت: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجّنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين. فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين، لقد جاءها النبأ بالاستشهاد فقالت : ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ). وتوفيت الخنساء بالبادية في أول خلافة عثمان بن عفان- رضي الله عنه- سنة 24 هـ. ![]() ولدتك أمك يا ابن ادم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا فأحفظ لنفسك إن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا ![]() قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادى واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر. ![]() |
||||||||||||
![]() |
![]() |
|
|