بلغني أيُّها المَلِكُ السَّعِيد , ذو الرّأي السَّديد , والعَقـلِ الرَّشِـيد , أنه كآن هناك عائلةٌ كبيرة ، بالصغار والكبار مليئه ،
الجدُّ و الجدَّة ، العم و العمَّة ..
كل خميس يجتمعون وبِكل الأعمال يقومون وحتى الفجر يظَلون
فرحٌ وسرورٌ يملؤهُم , وسعادةٌ بانت بأعينِهِم ..
في نهايةِ العامِ قرَّرَت العائلةُ إقامة احتفال بمناسبة النجاح.
وَ كان هناك صبيَّةٌ يا مولاي أسمها منار , ..
فررحت منار بهذا الخبر , وقد كانت ضعيفة النظر
وكان والدها قوي الشخصية ولمنارٍ رافعُ المعنوية لأن والدتها أنجبتها فوافتها المنيَّة ..
ولكنه دائمٌ مشغول , تارك لأبنته مستقبلاً مَجهول .
منار : أبي أود إحضار كعكٍ شهيّ ومكتوب عليه إسمي النَّدي
أبو منار : حسنا يآأبنتي الجميلة لكي ماطلبتي ومعها هدية صغيره بمناسبة نجاحك وتخرجك من الثانوية
و قد جهز الطلبية وبأكبرِ كميةَ
/فأخذها في اليوم المحدَّد إلى بيتِ الجدةِ والجَدّ .
كانت الساعةُ التاسعةُ صباحاً جآء إلى أبي منار إتصالٌ يخبره بإحتراق جزء من مصنعِهِ و وفاة عآملا مَعَه ..
فأضطر أن يسافر ويترك بالبيت أبنته وحيده تلحقها المخاطر..
استيقظت منارُ عصراً مُسرعةً إلى أبيها وتناديه جهراً ..
أين ذهب و قد وعدني أن يأخذني لبيت الجدَّه !!
لم تجده وهناك ترك لها رسالةً :
إبنتي الحبيبة سافرت إلى جِدَّه لظروفٍ جائت مُشْتَدُة ..
مزقت منارُ الورقةَ و بكت ... و بِشِدَّة :(
وبِالمساء يَامولآي
فتحت عُلبة العدسات لتضع أول اللمسات ,
فوجدتها قد نشِفت وللهواء تعرضت ..!
وضعت كحلاً كثيفاً ومِكياجاً جميلاً وخفيفاً
أرتدت أجمَل لِباس .. فُستاناً قصيراً وبنطولاً بلونِ التركوازْ
هُــنا دقَّتِ الساعةُ السابعةُ مساءً ..
كَلَّمت منار أبنةَ عَمِها مرام لكي تأتي وتأخذها لمنزل جدها بسلامْ
أحتارت منار كيف تذهب ومع من ! ، فأعمامها ذهبو وبِـ منزل الجدةِ اجتمعوا
أرتدت عباءَتها وخرجت بالشارع لوحدهاْ .
آختطفت الشارع الأولْ وبعدها الطريق تحولْ
حفرياتٌ كثيرهة وأحجارٌ للغبارِ مُثيرة .
أضطُرَّت أن ترفع عباءَتها حتى لاتتسخ فظهر قليلاً من بنِطْالِها ..
وتكشف عن عيناها حتى لاتسقط بسبب ضعف نَظَرِها ..
ظلَّت تمشي والعبرةُ تخنقها .. واسودت الدُّنيا حولها
استغرب أحد الشباب لجرأتها وجاء بجانبها يعاكسها :
- هيه أيتها الجميلة هل أسمكِ سميرة !
هل تلبسين بنطالاً لكي تجذبي شباناً !
أم تضعين كحلاً لكي تجذبي لكي قلباً !
هل تريدين رقميِ لكي أُحادثُكِ ليلاً ؟
فأخذتْ يامولآي تَُمتِمُ في نَفسِها : أين أنتَ ياأبي تركتني ولم تكلف أحداً بإيصالي ؟؟ .. !!
لآعمي ولاحتى جيراني ولم تفكر بالإطمئنانِ ..
لو كانت أمي موجودة لرافقتني لمنزل الجدَّة وظَللْتُ إلى جانبها بِشدَّة .
وبعد جُهدٍ جَهيدٍ ومصارعتةٌ في هذا الطريق
وصلت منار مُنهكة وبإبتسامتها مجبرة
لكي تخفي نظرات الإستعطاف وتغير الجو بإستلطاف
- رحب الجميع بها و الفتيات بإنتظار قِصَصِهَا .
كانت سلمى تكرهُها بسبب جمال مظهرها وبياض قلبها فكرت بعمل حيلولة تجعل منها اضحوكة ،
انطلقت إلى مرام تخبرها بهذا الكلام :
هل تُصدقين ياصديقتي أن منار لاتُحبكِ تتحدث بظهر الغيب عنكِ وبِـ أسوء الكلام تنعتكِ !
ذهبت مرامُ لمنارٍ وقد كانت مُستاءة .
ووبخَّتها وبشدة :
كيف تَجرُئين ؟
وبمن حولكِ تتكلمين ؟
وقد أخبرتها بما سمعت ولسلمى قد صدَّقت ..
ظلت منار مقهورة ولتهدئة نفسها مجبورة
بأسلوب الحوار حادثتها و بهدوءٍ أجابتها :
مَن أخبركِ يامرام ؟
مرام : سلمى وبان على وجهِها الاجرام .
منار وهي تحاكي سلمى : هل تُقسمينْ وبِــ الدليل تأتينْ !
لم تعطي منار لما سمعت اهتماماً وحدّثت مرام مِراراً :
هل تُصدقين كلما تسمعين أحسني الظنّ قبل أن تتكلمين وقبل أن تحكمين
فقد قال الله تعال :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )